تنظيف حديقة الحي
في يومٍ من أيام العطل، سادت مللٌ شديد في روح سامي، فأحسّ برغبةٍ لا تُطاق في الخروج نحو حديقة الحي المألوفة. وعندما وصل، وقعت عيناه على مشهدٍ مدهش بحد ذاته، إذ كانت الأشجار العتيقة تعاني من هزال والأزهار الجميلة ترمق الأرض متهاوية، في حين تراكمت الكراسي المكسورة في كل مكان. أخذ لحظة من الصمت، وفي ثنايا فكره العميق، نطق بصوت هادئ في داخله: "هذه الحديقة هي ملاذنا، مكان تجتمع فيه أفكارنا وأحلامنا، ولا يُمكننا أن نقبل بأن تظل مهملة بهذا الشكل الصادم."
داعاً أصدقاؤه، وبمشاركة مشتركة، قرروا إعادة حديقتهم إلى مجدها السابق. انطلق الأطفال بروحٍ مليئة بالحماس والنشاط، يعملون بلا كلل وتعب لتحقيق هدفهم.هذا أحمد بدأ في جمع الأوراق اليابسة والمتناثرة بحرفية، ووضعها بعناية في أكياس مناسبة. بينما قامت زينب بمهمة جمع القوارير الفارغة والعلب الملقاة على الأرض، بحرص فائق وحرص على الحفاظ على نظافة المكان.
إنه يوم مميز مليء بروح التضامن، حيث اتحد الجميع بتآزر وتعاون لإعادة البهجة والجمال إلى حيهم، هدفًا مشتركًا لصنع فرحة لكل ساكن في الحي.