تعبير كتابي حول المطالعة و أهميتها
في حياتنا، نجد أنفسنا غالبًا في مواقف تجعلنا نسعى لجذب الآخرين نحو أفكارنا واهتماماتنا. وأحيانًا، يكون هذا التحدي أكثر صعوبة مع أشخاص قد يكونون غير مهتمين بموضوع معين أو لديهم اهتمامات مختلفة تمامًا. في هذا السياق، نقدم لكم قصة حقيقية حيث حاول الشخص إقناع شقيقه بالمشاركة في شغفه بالقراءة واكتشاف عالم الكتب. سنستعرض كيف تمكن من استدراجه لتلك العالم الساحر وكيف تغيّرت مواقفه وسلوكه تجاه الكتب بشكل ملحوظ. هذه القصة تلقي الضوء على قوة الإصرار والتواصل في تحفيز التغيير وتوسيع آفاق الأفراد.
الموضوع
حاولتَ مرارا دعوة أخيك ليشارككَ شغفكَ بمطالعة الكتب لكنّه كان يُعْرِضُ في كل مرّة. فكّرتَ في طريقة استطعت بها استدراجه لذلك العالم السّاحر. اُكتب نصّا تقُصُّ فيه ما حدث مبرزا ما طرأ على سلوكه و مواقفه من تغيرات.
النصّ
كان أخي دائمًا مشغولًا بأموره الخاصة، ولم يبدو يهتم بمطالعة الكتب على الإطلاق. كلما دعوته لمشاركتي شغفي بالقراءة، كان يرفض بسرعة وبدون تردد. ومع مرور الزمن، بدأت أشعر بخيبة أمل عميقة، وأصبح من الصعب بالنسبة لي أن أفهم كيف لشخص مثله أن يتجاهل هذا العالم الساحر الذي أحببته.
قررت البحث عن طريقة جديدة لاستدراجه إلى عالم الكتب. قررت أن أستخدم استراتيجية مختلفة هذه المرة. في أحد الأمس، قررت أن أتحدث معه بشكل غير مباشر حول موضوع يهمه. كنت قد لاحظت أنه يعشق الأفلام والمسلسلات التلفزيونية، لذا قررت أن أبدأ بمناقشة كتاب تم تحويله إلى فيلم.
"أخي،" بدأت برفق، "هل رأيت الفيلم الجديد الذي استند إلى كتاب مشهور؟"
أبدى اهتمامًا فوريًا. "لا، أخبرني عنه. ما هو الكتاب ومن هو الكاتب؟"
أعطيته تفاصيل عن الكتاب والفيلم وكيف تم تصوير القصة بشكل جذاب. ثم قلت،
"أعتقد أنك ستستمتع بقراءة الكتاب أكثر من مشاهدة الفيلم. يحمل الكتاب تفاصيل أعمق وشخصيات أكثر تعقيدًا."
فاجأني أخي بابتسامة واشتهار عينيه. "يبدو مثيرًا حقًا. هل يمكن أن تعارضني نسخة من الكتاب؟"
سارعت لتقديم نسخة من الكتاب له، ومن ثم بدأت نقاشًا حيويًا حول الكتب وقيمتها. تبدلت مواقفه تدريجياً مع مرور الوقت. بدأ يقرأ المزيد ويناقش معي مؤلفين وأعمالهم. أدركت أن تغيير موقفه تجاه الكتب جاء نتيجة استراتيجية جعلت القراءة تبدو أكثر جاذبية بالنسبة له، ولم يعد يتجاهل عالم الكتب بل أصبح يستكشفه بفضول. هذا التجربة أظهرت لي أنه في بعض الأحيان، يمكن استدراج الآخرين إلى عوالم جديدة من خلال العثور على مناطق تشترك فيها اهتماماتهم واستخدامها كنقطة انطلاق لإثارة اهتمامهم بأمور أخرى.
بعد أن استجاب أخي لدعوتي وبدأ في قراءة الكتب، لاحظت تغيرات كبيرة في سلوكه ومواقفه. أصبح أكثر اهتمامًا وتفهمًا، وبدأ في مشاركتي نقاشات مثيرة حول محتوى الكتب التي قرأها. كان يستمع بعناية إلى آرائي ويعبر عن وجهات نظره بصداقة. تدريجيًا، بدأت الكتب في أثراء حياته بطرق أخرى أيضًا. لاحظت تحسينًا في مستوى مفرداته وقدرته على التعبير، مما جعله يتحدث بثقة أكبر في مواقف اجتماعية ومهنية. أصبح أيضًا أكثر انفتاحًا لاستكشاف مجموعات جديدة من الأدب، بما في ذلك الروايات الكلاسيكية والأعمال الأدبية الحديثة.
واستمر تأثير الكتب على سلوكه في توسيع دائرة اهتماماته. بدأ يبحث عن فعاليات ثقافية مثل معارض الكتب والندوات الأدبية، وشارك فيها بنشاط. كان ذلك بمثابة مناسبة لنا لنمضي وقتًا ممتعًا معًا ونتبادل الأفكار والتجارب بشكل أعمق.
واكتشفنا أن لديه اهتمامات مشتركة معي في مجالات أخرى أيضًا، مثل التاريخ والفلسفة. بدأنا في قراءة الكتب المتعلقة بهذه المواضيع، وكانت تلك الكتب تثري محادثاتنا وتجعلها أكثر تعمقًا وفحصًا.
كما أن القراءة أثرت إيجابًا على توجهه المهني. بدأ يستفيد من المعرفة والأفكار التي اكتسبها من الكتب في عمله، مما ساعده على تطوير مهاراته وتقديم أفكار جديدة وإبداعية في مجاله.
النهاية،
تحول أخي من شخص كان يتجاهل الكتب إلى شخص متحول ومثقف. تجسد هذا التغيير كيف يمكن للكتب أن تفتح آفاقًا جديدة وتثري حياتنا بالمعرفة والتفكير العميق، وكيف يمكن للإصرار والتواصل الفعّال أن يحولان حتى أصعب المتشككين إلى محبي القراءة والمعرفة.